للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة" (٢) وحقيقية المراء كل اعتراض في كلام الغير لإظهار خلل فيه إما في اللفظ [١/ ٣٩٣] وأما في المعنى، وأما في قصد المتكلم وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض فكل كلام سمعته إن كان حقًا تصدق به وإن كان باطلًا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه فإن كان في مسألة دينية فالواجب السؤال في معرض الاستفادة لا على صفة العناد والمكابرة والتلطف في التعريف لا في معرض الطعن فإذا كان مبتدعًا تلطف في نصحه لا بطريق المجادلة لأنّ المجادلة تخيل إليه أنه يلتبس وأن ذلك صفة يجلبه بها.

الخامسة (٣): الخصومة وهي مذمومة وهي وراء المراء والجدال فإن المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سواء تحقير الغير وإظهار كياسته والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به حقًا أو مالًا وقد قالت عائشة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أبغض الخلق إلى الله الألد الخصم" (٤) واعلم أن الخصومة المذمومة الخصومة بغير حق أو بحق لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة بل يظهر الزيادة في الخصومة أو يمزج بطلب حقه كلمات مؤذية أو يجادل بغير علم كالذي يخاصم بغير علم وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله" (٥).

السادسة: التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والتصنع فيه وقد قال


= (١) أخرجه الترمذي (١٩٩٥)، والبخاري في الآداب المفرد (٣٩٤).
(٢) أخرجه الترمذي (١٩٩٣)، وابن ماجه (٥١).
(٣) وضع المؤلف هذا العنوان في الحاشية.
(٤) أخرجه البخاري (٢٣٢٥)، ومسلم (٢٦٦٨).
(٥) أخرجه أحمد (٢/ ٨٢)، والبيهقي في الشعب (٦٧٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>