للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الفقر بأن يكون تعوذًا عما ينشأ في الغالب عنه من عدم الرضا والصبر فإنه لا يصبر عليه ويرضى به إلا القليل قال - صلى الله عليه وسلم -: "كاد الفقر أن يكون كفرًا" (١) ويأتي الكلام فيه (ك عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (٢).

١٤٤٩ - "اللَّهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم (الطيالسي طب عن جابر بن سمرة) " (صح).

(اللَّهم إني أسألك من الخير كله) سأل يتعدى بنفسه إلى المسؤل عنه فالمسئول مثل ما يأتي: "أسألك رحمةً من عندك" فهو هنا مضمن من الخبر (ما علمت منه وما لم أعلم) بدل من الخير بزيادة التعميم بعد تأكيده بكل (وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم) فيه من التعميم للمطلوب والمستعاذ ما لا يخرج معه شيء منهما وفيه من صنعة البديع الطباق ولا يقال مقتضى الكمال تقديم الاستعاذة من الشر على طلب الخير لأنّ دفع المفسدة أهم من جلب المصلحة لأنا نقول طلبه للخير بهذه العبارة العامة المؤكدة أكمل تأكيد، قد تضمن استدفاعه الشيء لأنه لا يتم ذلك إلا بعدم الشر هما جانب الاستعاذة إلا وهي كالمتممة والمؤكدة لما أفادته الجملة الأولى كما أن الاستعاذة من الشر بهذه العبارة، قد أفادت طلب الخير ضمنا، ولما كانت النفوس أشد رغبة إلى طلب الإفضال قدم في السؤال ما هي إليه أرغب وما هو نصب عينيها وعلى هذا الأسلوب ورد قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: ٢٠١] (الطيالسي طب عن جابر بن


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٦٦١٢).
(٢) أخرجه الحاكم (٤/ ٣٢٢) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: البيهقي (٧/ ١٣). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>