للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدم الانتفاع بالعلم (وعمل لا يرفع) هو كناية عن عدم قبوله لأنّ الأعمال المقبولة تصعد بها الملائكة والعمل الصالح يرفعه ويأتي: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم"، (ودعاء لا يسمع) لا يجاب لعصيان الداعي واعتدائه في الدعاء أو لصدوره عن قلب غافل لاه (حم حب ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (١).

١٤٤٨ - "اللَّهم أحيني مسكينًا وتوفني مسكينًا واحشرنى في زمرة المساكين فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة (ك عن أبي سعيد) " (صح).

(اللَّهم أحيني مسكينًا وتوفني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) في النهاية (٢): قد تكرَّر في الحديث ذكر المسكين والمساكين والمسكنة والتمسكن وكلها تدور معناها على الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة، وقد اختلف الناس في الفقير والمسكين فقيل الفقير الذي لا شيء له والمسكين الذي له بعض ما يكفيه وإليه ذهب الشافعي وقيل العكس فيهما وإليه ذهب أبو حنيفة، وقد عارض هذا الحديث حديث أنس الآتي وفيه الاستعاذة من المسكنة ومن الفقر والجمع بينهما أنه يفسّر هذا الحديث أعني حديث سؤال المسكنة ما قاله ابن الأثير من أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم أحيني مسكينًا ... " الحديث أراد به التواضع والإخبات وأن لا يكون من الجبارين والمتكبرين هذا كلامه، قلت: إلا أنه لا يناسبه قوله (وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) فإنه ظاهر أنه أراد الفقر نفسه وقلة الشيء فالأولى أن نصرف التأويل إلى التعوذ


(١) أخرجه الطيالسي (٢٠٠٧)، وابن أبي شيبة (٦/ ١٨)، وأحمد (٣/ ١٩٢)، وابن حبان (٨٣)، والحاكم (١/ ١٨٥)، والضياء (٦/ ٣٤٦، رقم ٢٣٧٣). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٢٩٠).
(٢) النهاية (٢/ ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>