للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١/ ٤٥٥] فيفعل به مثل ذلك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة" (١).

وذكر من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه قال: بينا أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة إذ مررت بمقبرة فإذا رجل خارج من قبره يلتهب ناراً وفي عنقه سلسلة يجرها فقال: يا عبد الله انضح، يا عبد الله انضح فوالله ما أدري أعرفني باسمي أم كما تدعو الناس قال: فخرج آخر فقال: يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح ثم اجتذب السلسلة فأعاده إلى قبره (٢).

وقد سرد ابن أبي الدنيا في كتاب القبور من الروايات في هذا المعنى شيئًا واسعًا ونقل منه ابن القيم (٣) في كتاب الروح شطرًا صالحًا وذكر مما روى له من شاهد ذلك روايات جمة ثم قال: وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع له الكتاب مما أراه الله بعض عباده من عذاب القبر ونعيمه عيانًا، قال: وأما رؤية المنام لو ذكرنا لجاءت عشرة أسفار ومن أراد الوقوف عليها فعليه بكتاب المنامات لابن أبي الدنيا وكتاب التبيان للقيرواني وكيف ينكر هذا من يؤمن بأن جبريل عليه السلام ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسد الأفق ولا يراه أحد غيره، وقد يتمثل له رجلاً يكلمه ولا يسمعه ولا يراه من إلى جنبه - صلى الله عليه وسلم -؟ وكيف ينكر هذا من


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في "القبور" برقم (٩٢).
وأخرجه عن طريقه البيهقي في الدلائل (٣/ ٨٩)، وابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢٨٩)، وابن القيم في الروح (ص: ٩٣)، وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (٦/ ١٢١٤)، له شواهد يتقوى بها إن شاء الله. وانظر: الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع (ص: ٧٧) وقال: ضعيف.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "القبور" برقم (٩٣). وكذلك أخرجه في "من عاش بعد الموت" (ص: ٣٦)، واللالكائي في السنة (٦/ ١٢١٤)، وذكره ابن القيم في الروح (ص: ٩٤) نقلاً عن ابن أبي الدنيا، وقال: محقق "القبور": وهو حسن لشواهده.
(٣) الروح (ص ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>