للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قريبًا (طب عن ابن عباس) بإسناد فيه مقال (١).

١٧٠٧ - "إن الله تعالى جعل للمعروف وجوهاً من خلقه، حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيى بها أهلها. وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها، وما يعفو أكثر ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد ".

(إن الله تعالى جعل للمعروف وجوهًا من خلقه) لما كان الوجه أشرف عضو في الإنسان عبر به عن جملته يقال وجوه القوم ووجوه البلد أي أعيانهم (حبب إليهم المعروف) والمعروف هو النصفة وحسن الصحبة كما سلف عن النهاية (٢) والمراد ذلك هنا وأسد الصنائع بالمال والجاه (وحبب إليهم فعاله) يفعلونه محبة له ورغبة فيه لا كمن يفعله تكلفاً ومرآءة (ووجه طلاب المعروف إليهم) ألقي في قلوبهم ذلك (ويسر) سهل (عليهم إعطاؤه) من باب تيسير اليسرى لهم (كما يسر الغيث) سهله وساقه (إلى الأرض الجدبة) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة الأرض التي أصابها المحل لبعد عهدها بالغيث (فيحييها) يجعلها حية غضة النبات (ويحيى بها أهلها) وفي هذا التشبيه إرشاد بأن العبد الذي أجرى الله المعروف على يديه كالأرض الجدبة لا تنفع نفسها ولا تنفع أهلها وأنه لولا ما ساقه الله إليه من المعروف الذي أحياه به وأحيى به


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٨٤) رقم (١٢٥٥٢). وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢١٧) فيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه، وإسحاق لينه أبو حاتم وأبوه ووثقه ابن حبان. وقال الألباني في ضعيف الجامع (١٥٩٠) والسلسلة الضعيفة (٣٠٦٣): ضعيف جداً.
(٢) النهاية (٣/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>