للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٤٦ - "إن الإِسلام بدأ جذعاً، ثم ثنياً، ثم رباعياً، ثم سديساً، ثم بازلاً". (حم) عن رجل.

(إن الإِسلام بدأ جذعاً) بجيم وذال معجمة والجذع من الدواب الفتى من الإبل ما دخل في الخامسة ومن البقر والمعز في الثانية وقيل في الثالثة ومن الضأن ما تمت له سنة وانتصاب جذعاً على الحال من فاعل بدا أو على أنه خبره على أنه من الأفعال الناقصة كما يقول الرضى: أنه لا انحصار لها. (ثم ثنياً) في القاموس (١) أنه البعير في السادسة والفرس الداخلة في الرابعة والشاة في الثانية كالبقرة. (ثم رباعياً) بفتح الراء، وهو يقال لذات الخف إذا دخلت في السادسة، وللغنم في الرابعة وللبقر، وذات الحافر في الخامسة، فهو مثل الثني إلا أنه يقال إنه إذا كان في أول السادسة قيل له ثني وإذا كان في آخرها قيل رباعياً. (ثم سديساً) بفتح أوله في النهاية (٢) السديس من الإبل ما دخلت في السنة الثامنة وذلك إذا ألقى السنن التي بعد الرباعية. (ثم بازلاً) وفيها البازل من الإبل الذي له ثمان سنين ودخل في التاسعة وحينئذٍ يطلع نابه وتكمل قوته (٣)، قال عمر - صلى الله عليه وسلم - (٤): ما بعد البزول إلا النقصان فهذه رتب خمس ذكرها - صلى الله عليه وسلم - تكون للإسلام، والغربة آخره تكون بعد البزول والغربة في أوله قلة أهله، وإلا فإنه جذع مقبل الثنية، وهو إعلام أنه يقوي أمر الدين وقد كان كذلك فإنه كما قال الحافظ الذهبي في التذكرة في آخر الطبقة الثانية (٥): كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة الاجتهاد وأبطال الجهاد في أقطار البلاد، وساده عباد


(١) انظر القاموس (٤/ ٣٠٩).
(٢) انظر النهاية (٢/ ٣٥٤).
(٣) هذه الكلمات تستعمل في تحديد أسنان الدواب، انظر غريب الحديث للهروي (٣/ ٧٢ - ٧٣).
(٤) قول عمر ذكر مع الحديث في المسند وغيره.
(٥) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>