للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصيحة العبد الله الإيمان به، ووصفه بما يجب له وترك معاصيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عاداه والاعتراف بنعمه والشكر عليها، والإخلاص في جميع الأمور واللطف بجميع الناس كما قاله الخطابي، وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله تعالى غني عن نصح الناصح. (ولكتابه) هو القرآن فالإضافة عهدية وهي الإيمان به، وأنه ليس من كلام العباد ولا يشبه ذلك ولا يقدر أحد على الإتيان بمثله وتعظيمه بتلاوته وتحسنيها والتخشع عندها وإقامة حروفه كما ينبغي والاتعاظ بمواعظه والتفكر عند عجائبه والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه والبحث عما خفي من ناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه (ولرسوله) وهي تصديقه بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيًا وميتًا وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وإحياء سنته وبث دعوته ونشر ما جاء عنه ونفي التهمة عن السنة والتفكر في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلال أهلها وعدم التكلم فيها بغير علم والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة البدع ومجانبة التكلم في أصحابه ونحو ذلك (ولأئمة المسلمين) بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم به برفق وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وتألف قلوبهم لطاعة الله والصلاة خلفهم وجهاد أهل الباطل معهم والدعاء لهم بالصلاح إن أريد بالأئمة الولاة.

وإن أريد بهم العلماء فنصحهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام كذا نُقِل وليس ذلك من نصحهم فإن الله لم يأمر بالتقليد بل أمر العباد سؤال العلماء عن حكم المسألة ودليلها كما قررناه في إرشاد النقاد بحمد الله، وأخذ العلم عنهم وإحسان الظن بهم والتعظيم لهم والتواضع. (وعامتهم) بتعليم ما جهلوه وستر عوراتهم وسد خلتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق والشفقة

<<  <  ج: ص:  >  >>