للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إن أمر هذه الأمة لا يزال مقاربًا) لطريق الحق والهدى (حتى يتكلموا في الولدان) يحتمل أنه كناية عن اللواط أي يتكلمون في استحسانهم ونحوه أو يتكلمون في أولاد المشركين هل هم في النار أو في الجنّة وقال ابن حبان (١): الولدان أطفال المشركين فهو يؤيد الثاني، (والقدر) تقدم الكلام فيه غير مرة. (طب) (٢) عن بن عباس)، سكت عليه المصنف، ورجاله رجال الصحيح.

٢٢١٧ - "إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وأن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس". (خط) عن ابن عمر.

(إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) تقدم الكلام عليه في: "أرأف أمتي" في الهمزة مع الراء (وأن حبر) بفتح الحاء المهملة وقد تكسر والباء الموحدة فراء: هو العالم والصالح (هذه الأمة) في دينها (عبد الله بن العباس) وهذا الحديث من أعلام النبوة فإنه إخبار بالغيب إذ عبد الله كان عند وفاته - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث عشرة سنة أو عشر ثم كان عالم الأمة وحبرها، وأعطي من العلم ما لم ينله أحد غيره، وذلك بسبب دعائه - صلى الله عليه وسلم - له حيث قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (٣) وهو في صحيح البخاريّ وأخرجه غيره بألفاظ متقاربة، وقد صدقت الدعوة النبوية واشتهر علمه وسار في الآفاق ذكره، وكانت أكابر الصحابة تعترف له بذلك، وكان عمر يدخله في أكابر الصحابة ويعظمه ويسأله عن تفسير القرآن، وأخرج صاحب الصفوة أنه كان يقول عمر: وإنك لأصبح فتا فينا وجهًا وأحسنهم عقلًا، وأفهمهم في كتاب الله، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، وعن طاووس قال: أدركت نحو خمسمائة من


(١) الإحسان (صحيح ابن حبان) (١٥/ ١١٨).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٢) رقم (١٢٧٦٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٠٠٣)، والصحيحة (١٦٧٥).
(٣) أخرجه البخاريّ (١٤٣)، ومسلم (٢٤٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>