للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر ابن عباس شيئًا فخالفوه لا يزال يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله، وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس، وإذا تكلم قلت: أفصح الناس، وإذا تحدث قلت: أعلم الناس، وعن أبي صالح قال: لقد رأيت لابن عباس محلًا، لو اجتمعت قريش وفخرت به، لكان لها فخرًا، رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاقت بهم الطرق، وما كان أحد يقدر على أن يجيء أو يذهب قال: فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال: ضع لي وضوءًا، قال: فتوضأ وجلس وقال: اخرج إليهم فقل لهم: من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد الله فيه فليدخل قال: فخرجت فناديتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا ثم قال: اخرج من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن أو تأويله فليدخل، قال: فخرجت فناديتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم مثل ما سألوا أو أكثر، ثم قال: إخوانكم: فخرجوا: فقال: اخرج من أراد أن يسأل عن العربية، والشعر، والغريب من الكلام فليدخل، قال: فقلت لهم: فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما يسألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، قال أبو صالح: فلو أن قريشًا كلها فخرت بذلك لكان لها فخرًا، ما رأيت مثل هذا لأحد من الناس" (١) وكانت وفاته - رضي الله عنه - عنه سنة ٦٨، أيام ابن الزبير وهو ابن سبعين سنة وقيل: إحدى وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية، وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة ودفن بالطائف (٢). (خط) (٣) عن ابن عمر)، سكت عليه المصنف،


(١) أخرجه الحاكم (٣/ ٥٣٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣٢١).
(٢) انظر لترجمته: أسد الغابة (١/ ٦٣٠)، والإصابة (٤/ ١٤١).
(٣) أخرجه الخطيب في تاريخه (٨/ ٩٠)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (١٨١٧)، والضعيفة (٣١٦٥): ضعيف جدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>