للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثلاثة أطراف قد عقد في كتاب الروح بكل طرف منها مسألة واستدل له بما لا مدفع له، وحينئذ فعرفت أن رؤيته صلى الله عليه وسلم كانت لهذه الأرواح متميزةً بما أخذت كل روح من صفات أجسامها ما به تعرف، وأنها هي التي رحبت به وخاطبته، وأن إسناد الظهر ونحوه هو لتلك الأجسام النورانية، وإنها لا تموت الأرواح إلا بخروجها من الأبدان، وليس إلا مرة واحدة, وإذا عرفت هذا التحقيق، عرفت اجتماع تشمل الأحاديث وأنها تصدق بعضها بعضًا، ولله الحمد، وإذا قدرت مقدار هذا البحث نفعك في كثير مما يأتي وقد استوفيناه هنا ولعلنا لا نعيده (١).

واعلم أن رؤيته صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأنبياء عليهم السلام وإخباره عنهم بخصوصهم، ولم يذكر إسماعيل ولا داود ولا غيرهم من سائر رسل الله [ص:١٨]، مع أن مستقرهم الجميع السماوات العُلا، إما إنهم الذي واقف من ورائهم في مسراه، أو خصوصية جعلها الله لهم بلقائه صلوات الله عليهم أجمعين، (ابن مردويه عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وإسناده (٢) ضعيف، لكن المتن صحيح، فإنه قطعة من حديث الإسراء المتفق عليه من حديث أنس كما سبقت الإشارة إليه، إنما بينه وبين هذا اختلاف في الترتيب وبعض الألفاظ (٣).

١٠ - "آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة الحسب الفخر، وآفة الجود السرف (هب) وضعفه عن علي".


(١) قد ألف البيهقي كتاباً سمّاه: "حياة الأنبياء بعد وفاتهم" وقد طبع هذا الكتاب.
(٢) أخرجه ابن مردويه في التفسير كما عزاه إليه ابن كثير (٣/ ١٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٣٩٠) وفيه أبو هارون العبدي متروك الحديث كما قال الغماري في المداوى (١/ ٢٩)، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢٤٢٧) هـ العلمية.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٧)، والسلسلة الضعيفة (١٤٨٥).
(٣) انظر: فتح الباري (٧/ ٢١٠)، تحت حديث رقم ٣٧٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>