للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإضاعة المال منهي عنها كما يأتي فالنهي عن إضاعة العلم أولى وآكد، فحقيق على من علمه أن لا يضيعه ويحرم عليه إضاعته، وأما حديث: "يبلغ الشاهد الغائب"، وحديث: "من كتم علمًا" فالمراد بهما عن أهله وإلى أهله، أو المراد مما يجب إبلاغه لإقامة الحجة على سامعه، فقد كانت الرسل تحدث من لا يقبله ولا يعد من أهله؛ لإقامة الحجة عليهم (ش عن الأعمش) (١) بالعين المهملة والسين المعجمة، هو: الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، الإمام المشهور، كان ثقة عالمًا فاضلاً، أدرك من الصحابة أنس بن مالك ولم يأخذ عنه شيئًا, ولد سنة ستين من الهجرة، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة (مرفوعًا) (٢) هو في الاصطلاح: ما رُفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث صحيحًا كان أو غير صحيح، ويقابله الموقوف، ونُصِب على أنه حال من ضمير المفعول الذي حذف مع عامله، إذ الأصل أخرجه مرفوعًا، وكذلك نُصِب على الحالية (معضلاً) وهو بضم الميم وفتح الصاد المعجمة وهو في الاصطلاح: ما سقط من إسناده اثنان على التوالي (وأخرج ابن أبي شيبة صدره) إلى قوله: "آفة العلم النسيان" (عن ابن مسعود) هو حيث أطلق عبد الله بن مسعود العالم الرباني الصحابي المعروف، أحد العبادلة، كنيته أبو عبد الرحمن، كان سادس من أسلم، كان من خواص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب سره وسواكه ونعله وطهوره في


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٥/ ٢٨٦) رقم (٢٦١٣٩)، والدارمي (٦٢٤) عن الأعمش معضلاً أو مرسلاً، وأخرج صدره ابن أبي شيبة (٢٦١٤٠)، والدارمي (٦٢٢) عن ابن مسعود موقوفاً، وأخرجه الدارمي (٦٢١)، والبيهقي في المدخل (٤٣٣) عن الزهري من قوله. أما حديث الأعمش فإسناده ضعيف لأنه معضل الأعمش لم يسمع سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما حديث ابن مسعود فإسناده ضعيف أيضاً لانقطاعه لأن القاسم بن عبد الرحمن لم يسمع عبد الله بن مسعود، وأما حديث الزهري فإسناده ضعيف لأن فيه الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وانظر ما جاء في كشف الخفاء (١/ ١٦)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٠) والسلسلة الضعيفة (١٣٠٣).
(٢) انظر: تهذيب الكمال (١٢/ ٧٦)، تهذيب التهذيب (٤/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>