للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمانة لديهم. (لا يبغيهم العثرات أحد) في النهاية (١): في عواثر جمع عاثور وهو المكان الوعث الخشن لأنه يعثر فيه، وقيل هو حفيرة تحفر للأسد ليقع فيها هو وغيره، يقال: وقع فلان في عاثور شر إذا وقع في مهلكة فاستعيرت للورطة والخلة المهلكة، أو جمع عاثرة وهي الحادثة التي يعثر بصاحبها قال: ويروى عواتر بالمثناة الفوقية وهي جمع عاتر وهي حبالة الصائد. (إلا كبه الله لمنخريه) أي قلبه وصرعه وقد وقع كما قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبرهه ونحوه. (ابن عساكر عن جابر (خد طب) (٢) عن رفاعة بن رافع) ورجال الطبراني ثقات.

٢٣٣٦ - "إن قلب ابن آدم يتقلب مثل العصفور، يتقلب في اليوم سبع مرات". ابن أبي الدنيا في الإخلاص (ك هب) عن أبي عبيدة.

(إن قلب ابن آدم) عام لكل بني آدم. (مثل العصفور) بين وجه الشبه بقوله: (يتقلب) أي تقلب همومه وإراداته وخواطره لا يقلب ذاته كالعصفور لا يزال يتنقل ويتلفت في جميع حالاته، فالقلب كذلك ويقال: ما سمي قلبًا إلا لتقلّبه:

وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب

(في اليوم سبع مرات) يحتمل أن المراد حقيقة العدد، ويحتمل إنه أريد به التكثير وهو أقرب ومن إقسامه - صلى الله عليه وسلم -: "لا ومقلب القلوب" ومن دعائه: "يا مقلب القلوب" الحديث. فالقلب لا يزال متقلبًا يحب ما يبغضه، ويبغض ما يحبه ويكره ما يشتهي، ويشتهي ما يكره؛ ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - لما رآى زينب بنت جحش فأعجبته: "سبحان مقلب القلوب" بمعنى أنها أعجبته في تلك الرؤية مع كمال


(١) انظر النهاية ٣/ ١٨٢.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١١/ ٢٣٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٥)، والطبراني في الكبير (٥/ ٤٥) رقم (٤٥٤٤)، والحاكم (٤/ ٨٢)، والشافعي في مسنده (١/ ٢٧٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٢١٣٩)، والصحيحة (١٦٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>