للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى منها شيء، ولا يفوته ما أراده كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين أصبعيه، فخاطب العرب بما يعرفونه، ومثل لهم بالمعاني الحسية تأكيدًا له في نفوسهم (كقلب واحد يصرفه كيف يشاء) هو نظير: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: ٢٨]. (حم م) (١) عن ابن عمرو).

٢٣٣٩ - "إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". (حم ق) عن المغيرة (ع) عن سعيد بن زيد (صح).

(إن كذبًا علي) بنسبة ما لم أقله أو ما لم أفعله أو ما لم أقرره. (ليس ككذب على أحد) لأنه كذب يتفرع عنه تشريع للأمة وتعبدًا لها بما هو باطل. (فمن كذب علي متعمدًا فليتبوء مقعده من النار) والحديث يأتي في حرف: "من"؛ لأن المصنف هنالك استوفى مخرجيه فأخرنا تحقيق الكلام إلى هنالك. (حم ق) عن المغيرة، (ع) (٢) عن سعيد بن زيد) أحد العشرة المحكوم لهم بالجنة.

٢٣٤٠ - "إن كسر عظم المسلم ميتًا ككسره حيًا". (عب حم ص د هـ) عن عائشة.

(إن كسر عظم المسلم ميتًا ككسره حيًا) في إيلامه، وإثم كاسره لأن حرمته باقية بعد موته فعرضه وجسمه محترم؛ فعلى هذا لا يصح قوله: ما لجرح بميت إيلام على الأول وقد جاء: الميت يتألم مما يتألم منه الحي فهو صريح في المعنى الأول. (عب حم ص د هـ) (٣) عن عائشة).


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٨)، ومسلم (٢٦٥٤)، وهذا مذهب المتأخرين من الأشاعر، وعادة المؤلف أن يتعقب أمثال هذه التأويلات وقد فعل ذلك في مواطن سبق ذكرها في القدمة، فلعله اكتفى بذلك وسكت هنا.
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٢٤٥)، والبخاري (١٢٩١)، ومسلم (٤) عن المغيرة، وأخرجه أبو يعلى (٩٦٦) عن سعيد بن زيد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق (٦٢٥٦)، وأحمد ٦/ ٥٨، وأبو داود (٣٢٠٧)، وابن ماجة (١٦١٦)، ومالك (٥٦٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>