للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١ - " آية الكرسي ربع القرآن أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ح) ".

(آية الكرسي) الآية، في كتاب الله جماعة حروف وكلمات من قولهم خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم، لم يَدَعوا ورآهم شيئًا، والآية في غير هذا العلامة، وفي الكشاف: الآية هي الطائفة الموسومة منه بفاصله فترة قصراً التي أقلها ستة أحرف نحو الرحمن، وأضيفت إلى الكرسي لذكره فيها (ربع القرآن) قيل: المراد بمثل هذا أنها ربعه في الثواب، وأنها تعدل ربعه، وضعّف هذا القول ابن عقيل، وقال: إنه لا يجوز القول بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" وقال ابن عبد البر (١): إن السكوت في مثل هذه المسألة أفضل وأسلم، وأسند عن أحمد بن حنبل أنه سئل عن مثل ذلك، فقيل له: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن؟ ما وجهه؟ فلم يجب، وأسند عن ابن إسحاق أن معناه: أن الله لما فضل كلامه على سائر الكلام جعل لبعضه أيضًا فضلاً في الثَّواب لمن قرأه تحريضًا على تعليمه، لا أنّ من {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرَّات كان كمن قرأ القرآن جميعه، هذا لا يستقيم ولو قرأها مائة مرَّة.

قلت: أما دليل بن عقيل فلا يدفع القول بأن ثوابها يعدل ثلث القرآن؛ لأن ذلك حكم عام للقرآن كله، وهذا حكم خاص لهذه السورة وأمثالها، مما ورد فيه نحو هذا، والخاص مقدَّم على العام فلا مانع من تفضيل الله تعالى لبعض كلامه على بعض، قال المصنف: العدل في الثواب هو ظاهر الأحاديث، ونعم ما قال، وقيل: أنها تعدل ربع القرآن فيما اشتمل عليه من المقاصد، قال الغزالي (٢): إن القصد من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله سبحانه، وقال: إنَّ آية الكرسي اشتملت على ذات الله


(١) انظر: التمهيد (٧/ ٢٥٤ - ٢٥٩).
(٢) انظر: جواهر القرآن للغزالي (ص: ٧٣ - ٧٤)، ط. دار إحياء العلوم، بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>