للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إني لأعطي (١) رجالا) حذف مفعوله الثاني أي الشيء (وأدع) أترك (من هو أحب إلي منهم) أي أقرب إلى القلب وأعظم عنده موقعاً. (لا أعطيه مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم) مفعول له يحتمل أنه علة للإعطاء وأن قوما لولا نعطيهم ما ثبتوا على الإِسلام كالمؤلفة قلوبهم وهو الأظهر، ويحتمل أنه علة لا تترك وإن قومًا إذا فتحت لهم الدنيا وأبيح لهم العطاء خيف عليهم الفتنة ومحبة المال فيمنعهم صيانة لهم وحماية كما جاء: "أن الله يحمي عبده الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه" (حم ن) (٢) عن سعد بن أبي وقاص قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما فقلت يا رسول الله: أعطي فلاناً فإنه مؤمن قال أو مسلم.

٢٦١٦ - "إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض". (حم طب) عن زيد بن ثابت.

(إني تارك فيكم خليفتين) الخليفة من يخلف من استخلفه فيما كان إليه وقد كانت الهداية والإرشاد للعباد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فالخليفة عنه الكتاب والأول في ذلك (كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض) أي أنه للمتمسك به كالحبل في نجاته أو أنه سبب موصل للعبد إلى النجاة (وعترتي أهل بيتي) تقدم أن الأكثر على أنهم من حرمت عليهم الزكاة قال القرطبي: هذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقضي وجوب احترام آله وتوقيرهم وإبرارهم وحبهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها وقد جعل دليلاً على إتباع إجماعهم؛ لأن أفرادهم لا يجب إتباعهم وقد بسط في الأصول (وأنهما) أي الآل والكتاب


(١) ورد في الأصل "إنم لا أعطي .. " وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
(٢) أخرجه أحمد (١/ ١٧٦)، وأبو داود (٤٦٨٣)، والنسائي (٨/ ١٠٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٤٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>