(لن يتفرقا) بل هما متلازمان (حتى يردا عليّ الحوض) قال الحكيم: المراد بعترته العلماء العاملون منهم أنهم لا يفارقون القرآن وأما نحو الجاهل والعالم المخلط فإنه أجنبي من هذا المقام وإنما ينظر إلى الأصل والفيض مع التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل قال الشريف: وهذا الخبر منهم وجود من يكون أهلاً للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان إلى يوم القيامة حتى يتوجه بالحب المذكور على أن التمسك بهم كالكتاب فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض (حم طب)(١) عن زيد بن ثابت)، قال الهيثمي: رجاله موثقون ورواه أبو يعلى والحافظ عبد العزيز بن الأخضر، وزاد أنه قاله في حجة الوداع: ووهم من زعم بوضعه كابن الجوزي، قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة.
٢٦١٧ - "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم". (حم د) عن سعد.
(إني لأرجو أن لا تعجز أمتي) بفتح حرف المضارعة وكسر عينها وفتحها أي عن الصبر على الوقوف للحساب. (عند ربها أن يؤخرهم) بفتح الهمزة أي لأن يؤخرهم في الموقف. (نصف يوم) من أيام الآخرة قيل لسعد كم نصف اليوم ذلك قال خمسمائة عام أخذاً من الآية، والحديث إخبار عن رجواه - صلى الله عليه وسلم - أن أمته لا تعجز وتضعف عن بقائها في الموقف نصف يوم من أيام الآخرة فتنتظره لفصل القضاء وقال ابن جرير: أن المراد الإخبار بأن بقائها في الدنيا خمسمائة عام فإذا انضم إلى حديث ابن عباس أن الدنيا سبعة آلاف فيكون الماضي إلى وقت
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٨٢)، وفي فضائل الصحابة له (٩٩٦)، والطبراني في الكبير (٣/ ٦٥) رقم (٢٦٧٨)، وأبو يعلى (١١٤٠)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٩/ ١٦٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٤٥٧).