رسولاً) والرضا برسالته - صلى الله عليه وسلم - مستلزم الإيمان لجميع ما جاء به واتباعه في كل شرعة. (وبالإِسلام ديناً) يستلزم التدين بأحكامه دون غيره من الأديان، والحديث ظاهر في أنه لهذا القول حصان الدم ويحكم لقائله بالإِسلام. (طس)(١) عن ابن عباس) تفرد به محمَّد بن عمير عن هشام انتهى.
٣١١١ - "بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا، إلا من عصمه الله تعالى". (هب) عن أنس وعن أبي هريرة.
(بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع) الإشارة بالأصابع كناية عن الاشتهار بخصلة من الخصال (في دين أو دنيا) أي الإشارة حقيقة لأن من اشتهر بخصلة تاق إليه العيون ويراها الناظرون وأشارت إليه الأصابع ورمقته عيون أهل المجامع كما قيل:
وأفتى فيك الناظرون فأصبع ... تومئ إليك بها وعين تنظر
وإنما كان ذلك كافياً في الشر لأنه يكتسب صاحبه الفخر بنفسه والفخر بما أوتيه كما قال قارون:{إِنَّمَا أُوتيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨] والفخر يفسد الأعمال وكفى بفساد الأعمال شرًا.
إن قلت: الأنبياء وغالب أئمة الدين قد أشير إليهم بالأصابع واشتهروا غاية الشهرة بالخير؟
قلت: قد قيده سيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - بقوله:(إلا من عصمه الله تعالى) وهم الأنبياء ومن سلك سبلهم.
إن قلت: إن هذه الشهرة لا اختيار فيها للإنسان.
قلت: بل هي نوعان: نوع لا اختيار له فيه فيجب دفع ما ينشأ عنه، ونوع
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٤٧٢)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٣٢٠)، وقال في الضعيفة (٣٣٣٤): منكر.