للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتقدم الكلام فيه مرارا ولله القائل:

ولم يحمدوا من عالم غير عامل ... خلا ولا من عامل غير عالم

رأوا طرقات المجد عوجاء قطيعة ... وأقطع عجز عندهم عجز حازم (١)

(أبو الحسن بن الأخرم) (٢) بالخاء المعجمة والراء بضبط المصنف رحمه الله المدني في أماليه عن أنس.

٣٣١٠ - "تعلموا الفرائض وعلموا الناس؛ فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي". (هـ ك) عن أبي هريرة.

(تعلموا الفرائض) جمع فريضة والأظهر أنها كل ما فرضه الله من الأحكام وتطلق على ما فرضه الله سبحانه من أنصباء المواريث وهي المراد هنا. (وعلموا الناس فإنه نصف العلم) سماه نصفاً له مجازاً أو اهتمامًا بشأنه وحثاً للنفوس على تعلمه، وأما ما يأتي من حديث: "العلم ثلاثة: آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة" على القول فإنه أريد بالفريضة علم المواريث فإنه لا ينافي جعله هنا نصفاً لما علم من أنه لم يرد التنصيف حقيقة. (وهو ينسى) فيه أنه أريد بالأمر بالتعلم هنا التكرار له والتذكر والمحافظة على قواعده فإنه أخبر عنه بأنه ينسى أي يسرع إليه النسيان دون غيره بكثرة تشابهه وطرقه ومصداقه موجود في الخارج فإنه أسرع العلوم نسيانًا وأحوجها إلى الرياضة والمذاكرة فيه، قال الماوردي: إنما حث على علم الفرائض لأنهم كانوا قريبين العهد بغير هذا التوارث ولئلا يعطل تشاغلهم بعلم أعم منه. (وأول شيء ينزع من أمتي) أي يرفع بموت من يعلمه فإذا كان أول ما ينزع فيحسن التشاغل بمعرفته والحرص


(١) الأبيات منسوبة لأبي تمام.
(٢) انظر فيض القدير (٣/ ٢٥٤)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>