(تفقَّدوا نعالكم عند أبواب المساجد) أي فأزيلوا ما فيها من الأقذار كما تقدم غير مرة. (حل)(١) عن ابن عمر) قال أبو نعيم: لا نكتبه إلا من حديث أحمد بن صالح الشمومي، انتهى، وأحمد هذا قال في الميزان عن ابن حبان: يضع الحديث وساق له هذا الحديث من مناكيره.
٣٣٣٠ - "تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله تعالى؛ فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك". أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس.
(تفكروا) أي أجيلوا أفكاركم وأعملوها. (في كل شيء) اعتبارا فإن كل كائن يدل على مكونه وكل مخلوق على خالقه، قال الراغب: الفكر قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم وهو تخيل عقلي موجود في الإنسان، والتفكير جولات تلك القوة بين الخواطر بحسب نظر العقل. (ولا تفكروا في ذات الله تعالى) فيه دليل على إطلاق الذات عليه تعالى، وإنما نهى عن التفكر في ذاته تعالى لأنه لا تفكر إلا فيما يعرفه العبد ويعلمه وقد تعالى الله سبحانه أن يحاط به علماً، ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه:"من تفكر في الخالق ألحد، ومن تفكر في المخلوق وحّد"(فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور) كأنه والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - يزيدان في عظمة مخلوقاته وكبرياء ملكوته ما يشغل أفكاركم عن التفكر في ذاته فقد بث لكم من مخلوقاته ما تعلمون وتشاهدون وأخبركم الصادق بما لا تنظرون، وقال الرازي: أشار بهذا الحديث إلى أن من أراد الوصول إلى عنه العظمة وهوية الجلال تحير وتردّى بل عمي فإن نور جلال الهيبة تعمي أحداق العقول البشرية وترك النظر بالكلية في المعرفة يوقع
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٧/ ٢٦٩، وانظر الميزان (١/ ٢٤٢)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٦٨)، والضعيفة (٣٠١٨): موضوع.