للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعاصي) من إضافة المصدر إلى المفعول أي بغضكم أيها المؤمنون العصاة لعصيانهم فإن الله تعالى يبغض ما يأتونه فبغضكم لهم طاعة مقربة إليه تعالى وفي جعل بغضكم تقربا إلى الله سبحانه إشارة إلى أنه وإن وقع ببغضهم وحشة على الباغض لإقصائهم إياه وإبعاده عنهم فإنه قد قرب من ربه الذي فيه خَلَف عن كل هالك وعوض عن كل فائت:

في الله عن كل من فارقته عوض ... وليس عنه إذا فارقته عوض

ولذا قال في آخره: وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم والمراد بالعصاة المجاهرين بالمعاصي كالمكاسين والجلادين الظلمة. (والقوهم بوجوه مكفهرة) أي عابسة عكس ما ينبغي لهم من أن يلقى به المؤمن من البشر والطلاقة. (والتمسوا) أي اطلبوا. (رضا الله) سبحانه عنكم. (بسخطهم) أي غضبكم عليكم أو إسخاطكم إياهم فإن البغض في الله تعالى من أعظم أنواع الإيمان فالحديث قد بين معاملة العصاة أنها باعتقاد بغضهم ثم إذا لقيهم، لقيهم بوجوه عابسة ثم تطلب رضا الله سبحانه بإسخاطهم بقول أو فعل. (وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم) أي عن لقياهم فإن القرب منهم لا يكسب المؤمن إلا الشر منه فإن رؤيتهم صداء القلوب وما استعين على دفع الشر بمثل البعد منه ويؤخذ منه أنه يتقرب إلى الله سبحانه بمحبة أهل الطاعات ويلقون بالبشر والطلاقة ويلتمس رضا الله في رضائهم ويتقرب إليه بالقرب منهم. (ابن شاهين [٢/ ٣٢٢] (١) عن ابن مسعود).

٣٣٣٧ - "تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإِمام رفعت الصحف". (حم) عن أبي أمامة.


(١) أخرجه الديلمي في الفردوس (٢٣٢٠)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٧٣)، والضعيفة (٢٣٧٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>