للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سعد (١) عن أبي عسيب) بفتح العين المهملة وكسر السين المهملة بعدها مثناه تحتية آخره موحدة، هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال: عصيب (٢)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات.

٧٧ - " أتاني جبريل فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى، قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى، قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى، قال: نعم وإن شرب الخمر (حم ت ن حب) عن أبي ذر (صح) ".

(أتاني جبريل فقال: بشر أمتك) أمة الإجابة (أنه) هو المبشر به (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) والمراد أنه لا يشرك، وقد صدق بكل ما جاءت به الرسل فإنه لا يدخله الجنة مجرد عدم الإشراك، (قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم) يدخلها، وإن سرق وإن زنى (قلت: وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم) يدخلها (قلت: وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم)، كرّر صلى الله عليه وسلم الاستفهام استثباتًا واستعظامًا للأمر، وأنه يدخل الجنة من أتى القبائح، ثم زاد جبريل قوله، (وإن شرب الخمر) إبانة لكونه أعظم من الزنا والسرقة, لأنه أم الآثام.

واعلم أن الحديث ورد بألفاظ أخرى، في بعضها: لأنَّ أبا ذر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أخبره بصدر الحديث، وإن زنا وإن سرق سائلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل هذه البشرى تعم من أتى القبائح هذه؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإن زنا وإن سرق"،


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٨١) وابن سعد في الطبقات (٧/ ٦١)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٢/ ٣٩١)، رقم (٩٧٤٩) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١٠١٦)، وقول الهيثمي في المجمع (٢/ ٣١٠)، وقال المنذري (٢/ ٢٢٠): رواة أحمد ثقات مشهورون، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٠) والسلسلة الصحيحة (٧٦١).
(٢) انظر: الإصابة (٧/ ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>