للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه تحمل الأخبار الواردة في فضل الاستغفار، وقال النووي (١): فيه أن الذنوب وإن تكررت مائة مرة بل ألفا وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الكل توبة واحدة قبلت توبته انتهى، قالت رابعة العدوية: استغفارنا يحتاج إلى استغفار، ولأمير المؤمنين كرم الله وجهه في النهج [٢/ ٣٢٩] في هذا المعنى كلام بليغ الإفادة. (ومن آذى مسلماً) بقول أو فعل أو ترك أو إشارة أو رمزه أف أحقر شيء. (كان عليه من الذنوب) أي كثرة وعدة. (مثل منابت النخل) خص التمثيل بها لأنها أكثر شجر المخاطبين. (هب) وابن عساكر (٢) عن ابن عباس) قال الذهبي: إسناده مظلم، وقال السخاوي: سنده ضعيف وفيه من لا يعرف، وقال المنذري: الأشبه وقفه، وقال ابن حجر: في الفتح الراجح أن قوله: "والمستغفر ... " إلى آخره موقوف.

٣٣٧٣ - "التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة". (د ك هب) عن سعد.

(التؤدة) بضم الفوقانية المثناة وفتح الهمزة ودال مهملة التأني. (في كل شيء) يريد من أعمال الدنيا. (خير) أي حسنة محمودة بدليل قوله: (إلا في عمل الآخرة) فإنها غير محمودة لأن الله تعالى يقول: {وَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} ونحوه قال الطيبي: معناه أن الأمور الدنيوية لا يعلم أنها محمودة العواقب حتى يتعجل بها أو مذمومة حتى يتأخر عنها بخلاف الأمور الأخروية لقوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} [آل عمران: ١٣٣] {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: ١٤٨]. (د


(١) شرح مسلم (١٧/ ٧٥).
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب (٧١٧٨)، وانظر قول الذهبي في الميزان (٧/ ٤٥١)، وفتح الباري (١٣/ ٤٧١)، والترغيب والترهيب (٤/ ٤٨)، وكشف الخفاء (١/ ٣٥١)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٤٩٨)، والضعيفة (٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>