للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨١ - " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية (حم ٤ حب ك هق) عن السائب بن خلاد (صح) ".

(أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي) في سفر الحج، ولا يقال في مع ما قبله من أمره صلى الله عليه وسلم بأن يكون عجَّاجًا ثجَّاجًا، دليل على عدم التأسي، وإلا فكان يكفي أمره صلى الله عليه وسلم بذلك، والأمة تقتدي به تأسيًا لا ما يقول، لا مانع من تعدد الأدلة، فالتأسّي دليل، وأردفه دليل الأمر لأصحابه خاصة، عناية بهذا الشأن وهو قوله (أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) فإنها لا تشرع إلا جهرًا، وظاهر الأمر الوجوب وفيه أن الصحبة لا يكفي فيها مجرد الرؤية (حم ٤ حب ك هق عن السائب بن خلاد) (١) ورمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح.

٨٢ - " أتاني جبريل فقال لي: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج (حم هـ حب ك) عن زيد بن خالد (صح) ".

(أتاني جبريل فقال لي: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك) ظاهر الأمرين الوجوب فيكون المذكور من قوله (أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) واجبًا وتعليله بقوله (فإنها) أي التلبية التي يرفع بها الصوت (من شعائر الحج) بكسر الشين المعجمة أي من مناسكه كما في القاموس (٢)، والمراد والعمرة لكنه اقتصر على الحج؛ لأنه الأمر الأعظم (حم ٥ حب ك عن زيد بن خالد) هو الجهني (٣)،


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٥٥) وأبو داود (١٨١٤)، والترمذي (٨٢٩) وقال: حسن صحيح، والنسائي (٥/ ١٦٢) وابن ماجه (٢٩٢٢)، وابن حبان (٣٨٠٢)، والحاكم (١/ ٤٥٠)، والبيهقي (٥/ ٤٢) وقال: هذه الأسانيد كلها جيدة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٢)، وقال بعد أن ذكر له عدة طرق: هذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلل واحد منها الآخر.
(٢) القاموس المحيط (ص٥٣).
(٣) الطبقات الكبرى (٤/ ٣٤٤) والإصابة (٢/ ٦٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>