للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العام المجرد عن العمل كان فائدة واضحة: وأنه من عطف الخاص على العام، وأما (الدجال، ودابة الأرض) فتقدم الكلام فيهما.

واعلم أن أكثر الأحاديث ناصة على أن البعض الذي لا ينفع الإيمان بعد ظهوره هو طلوع الشمس من مغربها قيل إنه متواتر لمن بحث وورد فيها أنها طلوع الشمس أو الدابة أنهما كانت الأولى فالأخرى على أثرها وهذا الحديث ذكر الثلاث كما ترى وأقرب توفيق بين الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يخبر قبل إعلام الله تعالى له بها بعينها وأنه طلوع الشمس والله أعلم. (م ت) (١) عن أبي هريرة.

٣٤٣٣ - "ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألماً، وأنا أكره الكي ولا أحبه". (حم) عن عقبة بن عامر.

(ثلاث إن كان في شيء شفاء) قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى أنزل لكل داء دواء جهله من جهله وعلمه من علمه، فقوله: "إن كان في شيء شفاء" ليس المراد الشك في أنه لم يجعل الشفاء في شيء مجزوم به. (فشرطة محجم) تقدم عليه الكلام. (أو شربة عسل) قيل: كل من الأدوية خاص بنوع من الآلام ولابد منه. (أو كية تصيب) أي الكية. (ألماً) أي الذي هو الداء فإن الكي إنما يكون لاستخراج داء نزل بالبدن ويحتمل أنه قيد الثلاثة بأنه لا نفع لها إلا إذا أصابت الماء ويكون إشارة إلى أن لكل نوع من الآلام نوعا من الأدوية وأن هذه أمهات الأدوية وتقدم الكلام على الثلاثة كلها في الجزء الأول. (وأنا أكره الكي ولا أحبه). (حم) (٢) عن عقبة بن عامر).

٣٤٣٤ - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزاً فاعفوا يزدكم الله عزاً، ولا فتح


(١) أخرجه مسلم (١٥٨)، والترمذي (٣٠٧٢).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ١٤٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٠٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>