كان الفاتح هو المفتوح له بخلاف فتح الله عليه وفتح له مع الاختلاف. (إلا فتح الله عليه باب فقر) أي قيض له أسبابا تجتاح ما جمعه كانت منسده عنه جزاءا وفاقا وهذا من المشاهدات لمن اعتبر. (ابن أبي الدنيا (١) في ذم الغضب عن عبد الرحمن بن عوف).
٣٤٣٥ - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عَزَّ وَجَلَّ عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثا فاحفظوا: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ويعلم الله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزق مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء". (حم ت) عن أبي كبشة الأنماري.
(ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عَزَّ وَجَلَّ عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر) هن السابقات آنفاً وقوله: (وأحدثكم حديثا فاحفظوا) تقديم هذه الجملة استجلاباً لإصغائهم إليه وإقبالهم عليه وتحفظهم له وقوله: (إنما الدنيا لأربعة نفر) أي إنما الناس فيها على هذه الطبقات الأربع. (عبد رزقه الله مالاً وعلما، فهو يتقي فيه) أي فيما رزقه الله من الأمرين، والضمير للمال لأن التقوى فيه
(١) أخرجه البزار (١٠٣٢)، وابن عدي في الكامل (٥/ ١٣١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٠٢٥).