للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأنه الذي سنَّ كل سنة حسنة وكل ذكر جميل، ومثل هذا القِرَان الذكري، القِرَان الخطي كما في حديث: توبة آدم أبي البشر أنه رآه مكتوبًا على ساق العرش مقرونًا اسمه صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم (١) وغيره. كما قرن تعالى ذكره بذكره، قرن اسمه باسمه خطًّا، واعلم أن هذه مزية لا توازي، وفضيلة لا أجلّ منها حيث يقرن مالك السماوات والأرض، ومن فيها، ذكر عبده بذكره، ويضمه إليه فأيُّ رفعة أشرف منها، أن يضم المملوك وينوِّه به، ويقرن اسمه لفظًا وخطًا باسم مالكه، ولذا جاء بلفظ الربِّ في قوله: إن ربي وربك: إعلام بأن المالك قد رفع شأن مملوكه رفعة تقصر عنها العبارات ولا تقي توصيغها كل الكلمات، ولم يقل: أن الله كما قال في الحديث الأول، فللَّه در الكلام النبوي ما أعلاه قدرًا، وأبلغه لفظًا ومعنىً وما أشرف هذا الرسول عند مولاه، وما أستاه لديه وأعلاه (ع حب والضياء في المختاره عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (٢).

٨٤ - " أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر (قط) في الأفراد عن ابن مسعود".

(أتاني جبريل في خضر) بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة أيضًا، أي في لباس أخضر (تعلق) بسكون العين المهملة وفتح اللام أي يتصل (به الدر) بضم الدال المهملة كبار اللؤلؤ، وفيه دليل على لباس الملائكة للثياب كما تقدم، وكان هذه أحد هيئات جبريل في إتيانه إليه صلى الله عليه وسلم (قط في الإفراد عن ابن مسعود (٣)) زاد في الكبير، وأبو الشيخ في العظمة.


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٥) وقال صحيح الإسناد، وقال الذهبي: بل موضوع وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم واهٍ.
(٢) أخرجه أبو يعلى (١٣٨٠) وابن حبان (٣٣٨٢) وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢٥٤) إسناده حسن.
(٣) أخرجه الدارقطني كما في أطراف الغرائب (٣٩٤٤)، وأبو الشيخ في العظمة (١١) وكذلك أحمد في المسند (١/ ٤٠٧)، والطبراني في الأوسط (١٩٠١)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا=

<<  <  ج: ص:  >  >>