للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو عدم طلاقة اللسان عند الكلام وتعسره عند الخصام ولذا فسره بقوله: (عي اللسان غير عي الفقه والعلم) أي الفهم، وسماه عيا مشاكلة، والمراد أي فهمه عن الله ورسوله وما كلف به صحيح لا خلل فيه ولسانه لا تكمل به العبارة عن جنانه وقوله: (وهن) الثلاث أي كل واحدة. (مما ينقضن من الدنيا) لأن من عف عنها إن كان لابسا لجلباب الحياء أو عي اللسان عن الطلب فاته من الدنيا ما يناله غيره ولذا قيل (١):

ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح

ولسان وبيان ... وغدو وروح

(وهن يزدن في الآخرة) أي في الأجر منها والحظ منها وإن هذه صفات الإيمان ليكمل إيمانه فيثاب ولأنها تقل الدنيا عنده فيقل حسابه ويعظم بصبر ثوابه وخير الآخرة بالنسبة إلى الدنيا للدنيا خير لا يعد معه خير الدنيا ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: (وما [٢/ ٣٥٣] يزدن في الآخرة أكثر مما ينقضن من الدنيا، وثلاث من النفاق) أي من صفات أهله وقواعده. (البذاء) وهو خلاف الحياء. (والفحش، والشح) وتقدما. (وهن مما يزدن في الدنيا) أي في حصول متاعها؛ لأنه يبقى الناس بذاء الرجل وفحشه فيعطونه، ولأنه لا يخرج ما دخل إليه لشحه وينقص من الأجرة لأن ما زاد في الدنيا نقص في الآخرة إذ هما ضرتان إذا رضيت إحداهما أغضبت الأخرى وما ينقص في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا. (رسته (٢) عن عون) بفتح المهملة ونون آخره ابن عبد الله بن عتبة بلاغا وهو


(١) الأبيات منسوبة لأشجع السلمي.
(٢) أخرجه رسته كما في الكنز (٤٣٢٣٦)، والبخاري في التاريخ الكبير (٨٠٩)، والدارمي (٥٠٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>