للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٠٦ - "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله". (خد ع طب) عن فضالة بن عبيد.

(ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه) قال في النهاية (١): ضرب الإزار والرداء مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة والكرم وغيرهما. (فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز) شبههما بالإزار والرداء المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان أو لأنه لا يشاركه في ردائه وإزاره أحد فكذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشاركه فيهما أحد والمنازعة والمجاذبة والمراد أنه بتكبره وتعززه كأنه ينازع ربه صفته الخاصة به. (ورجل في شك من أمر الله) أي في ريب من شأنه تعالى وأوامره ونواهيه أو وجوده وصفاته وجعل الشك ظرفا له لتمكنه فيه إما إشارة إلى أنه لا يبلغ به الإثم هذه الرتبة إلا إذا تمكن في الريب لا إذا كان عارضا وخاطرًا يزول أو إشارة إلى أن أدنى شك وريب يكون به صاحبه كأنه في غاية التمكن فيه وأنه لا عذر له فيه لتعاضد أدلة اليقين وطلوع شموس براهين الحق {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: ١٠] (والقنوط) بضم القاف اليأس. (من رحمة الله) فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وهو عطف على الشك وفيه النكتة الأخيرة لا الأولى إلا باحتمال بعيد، وفيه أنه لا ييأس المذنب من رحمة الله تعالى وأن رحمته واسعة كل شيء والمراد رحمته في الدارين. (خد ع طب) (٢) عن فضالة بن عبيد) قال الهيثمي: رجاله ثقات.


(١) انظر النهاية (١/ ٤٤).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٥٩٠)، وأبو يعلى (٧٢٠٤)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٠٦) (٧٨٩)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١/ ١٠٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٠٥٩)، والصحيحة (٥٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>