للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة) تقدم الكلام عن معنى نفي القبول. (ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة) تعميم من بعد التخصيص. (العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه) فيه تنبيه ربه تعالى لا يقبل حسنة العاصي من عباده؛ لأنه إذا لم يقبل حسنة من عصى مولاه الذي حقه عليه بالنسبة إلى حق الله على عبيده لا يستحق أن يسمى حقًّا فكيف يقبل حسنة من عصى من لا يقوم بحقه أحد ولا اجتهد في طاعته عمره كله إلا أنه تعالى بكرمه وغناه يقبل طاعة من عصاه وإلا لزم أن لا يقبل إلا طاعة المعصوم إذ كل بني آدم خطاؤون. (والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحوا) أي لا يقبل له صلاة ولا حسنة حال سكره، إن قلت: السكران لا تسمى صلاته صلاة؟ قيل: إنها سميت باعتبار الصورة، ويحتمل أن المراد به الساكر وإن لم يصر ثملاً. (حب هب) (١) عن جابر) فيه زهير بن محمد عن ابن المنكدر قال البيهقي في السنن: تفرد به زهير، قال الذهبي في المهذب (٢): قلت هذا من مناكير زهير.

٣٥٢٢ - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". (حم م٤) عن أبي ذر (صح).

(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة) أي كلاما يرضى به عنهم أو لا يرسل ملائكته بالتحية إليهم أو بالبشارة بالنجاة بالرحمة. (ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم) أي لا يطهرهم عن أدران الذنوب بمياه مغفرته، وتقدم أن نفي النظر كناية عن


(١) أخرجه ابن خزيمة (٩٤٠)، وابن حبان (١٢/ ١٦٨) (٥٣٥٥)، والبيهقي في الشعب (٥٥٩١، ٨٦٠٠)، وانظر علل ابن أبي حاتم (١/ ١٧٤)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٦٠٢)، والضعيفة (١٠٧٥).
(٢) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم ١٦٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>