بمثناة تحتية مفتوحة والمثناة الفوقية والقاف بعد اللام أي يتضرع إلي ويزيد في الدعاء والابتهال طلبا لمودتي. (ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا) أي أصحاب السرية. (فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له) أي توجه نحو العدو بعد فرار الناس عنه وفيه دليل أنه ليس إلقاء النفس إلى التهلكة وإن جهاد الواحد للأكثر من الاثنين فضيلة وإن لم يكن واجباً فإن الواجب إنما هو ثباته للاثنين لمقتضى آية الأنفال. (والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، وفقير مختال، والغني الظلوم) بفتح الظاء أي كثير الظلم ومفهوم المبالغة غير مراد فلا يريد - صلى الله عليه وسلم - أن الغني قليل الظلم غير مبغوض لله بل أراد أن الغني وإن قل ظلمه فإنه كثير بحيث يطلق عليه صفة المبالغة ويحتمل أنه لا يكون مبغوضاً عنده إلا إذا كثر منه الظلم (ت ن حب ك)(١) عن أبي ذر)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
٣٥٣٥ - "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقي العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت أو ظعن، والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان". (حم) عن أبي ذر.
(ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله) بالشين المعجمة فالنون فهمزة أي يبغضهم (الرجل يلقي العدو في فئة فينصب لهم نحره) أي يقاتلهم ولا يولي عنهم دبره. (حتى يقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم)
(١) أخرجه الترمذي (٢٥٦٨)، والنسائي (٥/ ٨٤)، وابن حبان (٣٣٤٩)، والحاكم (١/ ٥٧٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٦١٠).