للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في هذا الحديث، فإنه زاد بعد قوله: عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال: قلت: يا جبريل وما قال الملك؟ قال: إن الله وكَّل بك ملكًا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليه انتهى.

فكأن بعض الرواة اختصر الحديث، أو أن الصَّحابي كان ينشط تارة فيروي الحديث بطوله، ويفقد النشاط تارة فيروي بعضه، فكل سامع روى ما سمع وقد زيد في رواية عنه وعرضت عليه يوم القيامة، واعلم أن هذا من تشريفه صلى الله عليه وسلم بما هو غاية الشرف، يجعل جزاء المصلي عليه هذه الثلاثين الخلة الشريفة المذكورة مع صلاته عليه، وفيه أنها من أعظم الحسنات أجرًا؛ لأنَّ الأصل في جزاء الحسنة عشر أمثالها من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والمضاعفة فضل من الله سبحانه إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة, وهنا جعل تعالى جزاء هذه الحسنة ما سمعت فهي أبلغ من مطلق الحسنات، ويأتي أحاديث جمة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وآله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون (حم عن أبي طلحة) (١) اسمه زيد بن سهل نجاري أنصاري شهد بدرًا والمشاهد كلها وكان من فقهاء الأنصار مات سنة ٣٤ وصلى عليه عثمان (٢) ورمز المصنف لصحته.

٩٢ - " أتاني ملك برسالة من الله عز وجل, ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى في الأرض لم يرفعها (طس) عن أبي هريرة" (ض).

(أتاني ملك) يحتمل أنه جبريل، فقد رأه صلى الله عليه وسلم وقد سد الأفق، ويحتمل: أنه غيره إلا أن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط وهي هذه بعينها زيادة، وهي: لم ينزل إلى الأرض قبلها قط انتهى، وهي صريحة أنه غير جبريل لتكرر نزوله على الأنبياء عليهم السلام، ونزل إلى الأرض


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٩) عن أبي طلحة، وحسنه المناوي في فيض القدير (١/ ١٠٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٧).
(٢) انظر: الإصابة (٢/ ٦٠٧)، تهذيب الكمال (١٠/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>