للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الغزالي: جعل الصلاة من جملة ملاذ الدنيا لأن كل ما يدخل في الحس والمشاهدة فهو من عالم الشهادة وهو من الدنيا والتلذذ بتحريك الجوارح بالركوع والسجود إنما يكون في الدنيا فلذلك أضافها إلى الدنيا والعابد قد يأنس بعبادته فيستلذ بها بحيث لو ضيع منها لكان أعظم العقوبات عليه حتى قال بعضهم: ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني وبين قيام الليل، وقال آخر: اللهم ارزقني قوة الصلاة في القبر انتهى. (حم ن ك هق) (١) عن أنس) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقال العراقي (٢): إسناده جيد، وقال ابن حجر: حسن، واعلم أنه قد ذكر المصنف في الخطبة أن رمز أحمد لما أخرجه في مسنده في غيره، وهنا جاء بذلك الرمز فأوهم أنه أخرجه أحمد في المسند وليس كذلك فإنه صرح المصنف نفسه في حاشيته على البيضاوي أن أحمد لم يخرجه في مسنده وإنما أخرجه أحمد في كتاب الزهد فكان القياس أن يأتي باسمه لا برمزه.

٣٦٥٤ - "حَبِّبُوا الله إلى عباده يحبكم الله". (طب) والضياء عن أبي أمامة.

(حببوا الله إلى عباده يحبكم الله) الخطاب للعارفين بالله سبحانه والهادين للعباد والمرغبين لهم في الخير وهم العلماء، وتحبيبهم الله إلى عباده بذكر أنواع إنعامه عليهم وإدرار إفضاله كما أشار إليه حديث: "أحبوا الله لما يغذوكم به .. " (٣) تقدم: فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وأي إحسان لغير الله على عباده فكل إحسان فهو منه سبحانه وتعالى ومن هنا قيل ينبغي للخطباء


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٢٨، ١٩٩، ٢٥٨)، والنسائي (٥/ ٢٨٠)، والحاكم (٢/ ١٧٤)، والبيهقي في السنن (٧/ ٧٨)، وانظر التلخيص الحبير (٣/ ١١٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣١٢٤).
(٢) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (٣/ ١٧١).
(٣) أخرجه الحاكم (٣/ ١٦٢)، والبيهقي في الشعب (٤٠٨)، وانظر العلل المتناهية (١/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>