للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، وأما تخليل الطعام فمن الطعام، إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي". (طب) عن أبي أيوب.

(حبذا المتخللون بالوضوء) الباء ظرفية أي فيه، أو سببية أي بسببه. (وحبذا المتخللون من الطعام: أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع) فيه بيان المراد أنه غير المتبادر من إطلاق التخلل. (وأما تخليل الطعام فمن الطعام، إنه ليس شيء أشد على الملكين) أي في كراهتهما له والمراد بهما الملازمان للإنسان. (من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي) دل على أن المراد بالتخلل هو عند إرادة القيام إلى الصلاة واعلم أن هذه العبارة تفيد مدح التخلل وتدل على ندبه ولا دلالة على وجوبه. (طب) (١) عن أبي أيوب) قال الهيثمي: فيه واصل بن سائب الرقاشي وهو ضعيف انتهى، وقال ابن القيم: حديث لا يثبت وفيه واصل بن السائب قال البخاري كالرازي: منكر الحديث، والنسائي والأزدي: متروك (٢).

٣٦٥٨ - "حبك الشيء يعمي ويصم". (حم تخ د) عن أبي الدرداء، والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي برزة، وابن عساكر عن عبد الله بن أنيس.

(حبك الشيء) عام في كل حيوان وجماد وعرض وجوهر. (يعمي) أي عن معائب ما يحبه أو عن كل شيء سواه إذا تمكن في القلب. (ويصم) عن سماع كل ما ليس في معناه أي يصيره كالأعمى والأصم لا ينتفع بحاستيه والحديث تحذير عن الإيغال في المحبة لأي محبوب سوى ما يحبه الله ورسوله فإن


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ١٧٧ (٤٠٦١)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١/ ٢٣٥)، وكشف الخفاء (١/ ٤١٢)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٦٨٦).
(٢) إلى هنا كلام ابن القيم وانظره في زاد المعاد (٤/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>