للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطيبي: لا يحتمل القلب مثل ما يحتمله زينوا القرآن بأصواتكم لتعليله بقوله: (فإن الصوت الحسن، يزيد القرآن حسناً) قال القشيري: هذا دليل على فضيلة الصوت الحسن، فالسماع لا بأس به وتعقبه ابن تيمية (١) بأنه إنما يدل على فضيلة الصوت الحسن بكتاب الله تعالى لا بالغناء فمن شبه هذا بهذا فقد شبه الحق بالباطل. الدارمي وابن نصر في الصلاة (ك) (٢) عن البراء) هو ابن عازب حيث أطلق.

٣٧١١ - "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا والحسن والسبطان من الأسباط" (خد ت هـ ك) عن يعلى بن مرة.

(حسين مني وأنا منه) سببه عن يعلي بن مرة قال خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام دعي إليه فإذا حسين يلعب بالسكة فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فوق رأسه فقبله ثم ذكره، قال القاضي: كأنه بنور الوحي علم ما سيحدث بين الحسين وبين القوم فخصه بالذكر وبيّن أنهما شيء واحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله: (أحب الله من أحب حسيناً) فإن محبته محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبة رسول الله محبة الله أي أن من أحبه فقد أحب الله على أنه إخبار ولفظ "الله" منصوب على المفعولية ويحتمل أنه إنشاء دعاء وهو مرفوع على الفاعلية وعليه ضبطت وقوله: (والحسن والحسين سبطان من الأسباط) أي هما طائفتان من رسول الله وقطعتان منهما أو المراد أنه يتشعب منهما نسله ويكون من نسلهما خلق كثير


(١) الاستقامة ١/ ٢٨٩).
(٢) أخرجه الدارمي (٣٥٠١)، والبيهقي في الشعب (٢١٤١)، والحاكم (١/ ٧٦٨)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>