للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكثر من ثلاثين وروى عنهم من التابعين أمثالهم ثم لم تزل تلك الأحاديث تتوالى وتسير الرواة بها في جميع الأعصار إلى أن انتهى ذلك إلينا وقامت به حجة الله علينا فأجمع عليه السلف والخلف وقد أنكره قوم من المبتدعة فأحالوه على ظاهره وغلطوا في تأويله من غير إحالة عقلية ولا عادية تلزم من إجرائه على ظاهره ولا يعارضه سمعية ولا نقلية تدعو إليه فتأويله تحريف صدر عن عقل سخيف. (فيه الآنية مثل الكواكب) أي كثرة قيل وإنارة قال القاضي: إشارة إلى غاية الكثرة من قبيل لا يضع عصاه عن عاتقه واختار النووي أن المراد الحقيقة ولا مانع منه، واعلم أنه قد ورد أن لكل نبي حوضا على قدر رتبته وأمته فالحوض ليس من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - ثم اعلم أن هذه الرواية تخالفها رواية "حوضي ما بين إيلة وصنعاء" (١) ورواية "ما بين جرباء وأذرح" (٢) قال فيه التنقيح: ووجه الجمع بينهما أن هذه الأقوال صدرت على جهة التمثيل لبعد أقطار الحوض وخاطب المصطفى أهل كل جهة بما يعرفون من المواضع وهو تمثيل وتقريب لكل أحد بما يعرفه من تلك المواضع انتهى، وسبقه إلى قريب منه القرطبي فقال: اختلفت الروايات الدالة على قدر الحوض، فظن بعض المعاصرين أنه اضطراب ولا كذلك بل تحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث الحوض مراراً وذكر تلك الألفاظ المختلفة إشعارًا بأنه لا تحقيق تقدير وكلها تفيد أنه كبير متسع وسبب ذكر الجهات المختلفة في قدره أنه كان بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فخاطب كلا بالجهة التي يعرفها. (ق) (٣) عن حارثة بن


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٣١٦٨٨).
(٢) أخرجه البخاري (٦٢٠٦)، ومسلم (٢٢٩٩).
(٣) أخرجه البخاري (٦٢١٩)، ومسلم (٢٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>