ما عبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط، وروي أن الله تعالى أحيا أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى آمناً به، قال السيوطي وغيره: والذي نقطع به أنهما في الجنة ولي في ذلك عدة مؤلفات وفي ذلك حجج قوية ومن أقواها أنهما من أهل الفترة وقد أطبق أئمتنا الشافعية والأشعرية على أن من لم تبلغه الدعوة لا يعذب ويدخل الجنة لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء: ١٥] وعود الضمير إلى المضاف إليه من القليل ولفظ التبشير هو استعاره تهكمية تبعية وفيه أنه يسمع من في القبر خطاب من خاطبه وفيهم أنهم يعلمون به وأن قد علموا أنهم من أهل النار فإنه مراد إعلامهم بذلك ليزدادوا غما وحزنًا. (هـ) عن ابن عمر (طب)(١) عن سعد".
٣٧٥٤ - "حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم". الحارث عن أنس.
(حياتي خير لكم) لأنها سبب لنيل كل سعادة وإفادة كل مطلوب ولا يزال لواء الخير منشورًا عليهم في كل ساعة من صباح ومساء وملائكة الوحي تخالطهم وتهبط في ديارهم فأي خير أتم من هذا وأعم وقوله: (ومماتي) وفي رواية "موتي". (خير لكم) وذلك لأنه تقل التكاليف الواردة وأعظمها التخفيف عن القيام بحقه - صلى الله عليه وسلم - وإعظامه وإكرامه وإجلاله والتبادر إلى ما يأمر به وينهى عنه فإن هذه الحقوق وإن كانت ثابتة له بعد وفاته لكنها في حياته آكد فإن رفع الصوت على صوته لا يكون إلا في حياته مع ما فيه من الوعيد وكذلك التخلف عنه والرغبة بنفوسهم عن نفسه - صلى الله عليه وسلم - قيل: ولأنه بعد وفاته يستمر في السماء يسأل الله لأمته في كل يوم للمتهافتين التوبة وللتائبين الثبات وللمستقيمين الإخلاص ولأهل الصدق الوفاء وللصديقين وفور الحظ فبين بقوله "ومماتي خير لكم"
(١) أخرجه ابن ماجه (١٥٧٣) عن ابن عمر، والطبراني في الكبير (١/ ١٤٥) (٣٢٦) عن سعد بن أبي وقاص، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣١٦٥)، والصحيحة (١٨).