عدم انقطاع النفع لهم وأنواعه عدة، واعلم أنه قد استشكل تركيب الحديث وإنه في معنى حياتي خير لكم من مماتي ومماتي خير لكم من حياتي كما يقتضيه اسم التفضيل ولا يخفى تدافعه وأجاب المؤلف رحمه الله بأن الإشكال إنما هو من ظن أن خيراً هنا اسم تفضيل ولا كذلك فإن لفظة خير لها استعمالان أحدهما أن يراد بها معنى التفضيل لا الأفضلية وضدها أشر، الثاني أن يراد بها معنى الأفضلية وهي التي توصل بمن وهذه أصلها أخير حذفت همزتها تخفيفا فخير في الحديث أريد بها التفضيل فلا توصل بمن وليست بمعنى أفضل وإنما المقصود أن في كل من حياته ومماته خير لا أن هذا أخير من هذا وهذا أخير من هذا انتهى.
قلت: ويحتمل أنه تفضيل وكل خير من الآخر باعتبار ودونه باعتبار وفي الحديث الثاني ما يرشد إليه. (الحارث (١) عن أنس) قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف وذلك أن فيه خراش بن عبد الله ساقط وقد رواه البزار بهذا اللفظ من حديث ابن مسعود قال الحافظ العراقي رجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبي داود خرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي وضعفه بعضهم انتهى، فلو نسبه المصنف للبزار لكان أولى له من الإتيان به من طريق مجمع على ضعفها.
٣٧٥٥ - "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا من كانت وفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم: فإن رأيت خيراً حمدت الله، وإن رأيت شراً استغفرت لكم". ابن سعد عن بكر بن عبد الله مرسلاً.
(حياتي خير لكم تحدثون) بالضم للمثناة الفوقية وبعده مهملتان أي توقعون
(١) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (٩٥٣)، والحكيم في نوادره (٤/ ١٧٦)، والبزار (١٩٢٥)، وانظر: الميزان (٢/ ٤٣٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧٤٧).