للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحداثًا في الأمور توجب لكم عقوبات شرعية وآثاماً أو تحدثون أموراً من أسباب توجب أحكامًا شرعية فيها نجاتكم عن الآثام وإبانة لكم عن كيفية الأحكام وهو المراد بقوله: (ويحدث لكم) مبني للمجهول أي يحدث الله تعالى لكم بواسطته توبة تكفر الذنوب وأحكاما تبين لكم ما تأتونه وما تذرونه وقوله: (فإذا أنا مت كانت وفاتي خير لكم) لأنه لا يموت إلا وقد بلغ إليهم كل ما يحتاجون إليه كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم عن النار إلا قد دللتكم عليه" (١) وكما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية. [المائدة: ٣] وقوله: (تعرض علي أعمالكم) جملة استئنافية كأنه قيل لماذا كانت خيراً فإنه لا يرى الخير إلا في بقائه بين أظهرهم يفاض عليهم بواسطته كل خير ويدفع عنهم بوجوده كل شر. (فإن رأيت خيراً) أي حسنة (حمدت الله) لأنه يسره ذلك؛ لأنه يثاب - صلى الله عليه وسلم - عليه لأنه الذي سن كل حسنة فكل من أتى بخير فله - صلى الله عليه وسلم - منه قسط ولأن عامل الخير بإدخاله السرور على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ينال خيراً فإن من أنواع الخير إدخال السرور على المؤمنين كيف على رأس المؤمنين وسيد المرسلين وبذا الخير الذي ناله فاعل الخير بوفاته وفيه ما يدل على أنها لا تعرض عليه أعمال أمته إلا بعد وفاته. (وإن رأيت شراً) أي سيئة. (استغفرت لكم) أي أطلب لكم المغفرة من الله فكان خيراً لهم نالوه بوفاته (ابن سعد (٢) عن بكر بن عبد الله مرسلاً) هو المزني بضم الميم وكسر النون قال الذهبي (٣): إمام ثقة واعلم أنه قد رواه البزار موصولاً من حديث ابن مسعود قال الهيثمي:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٤٣٣٢).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٩٤)، والبزار (١٩٢٥)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٤)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧٤٦)، والضعيفة (٩٧٥).
(٣) الكاشف (١/ ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>