للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الحريص) يعني الذي ورد ذمه. (الذي يطلب المكسبة) يريد اسم الآلة أي يجعل محل كسبه. (من غير حلها) ويحتمل أنه أراد بها المعيشة التي يكتسب فالكسب مندوب إليه أو واجب فإن كان من حله كالأسباب التي أذن الله بها من التجارة والزراعة ونحوهما ففاعلها غير حريص ولا مذموم بل ممدوح على ذلك وإن كان من غير حلها فهو الحريص المذموم وذلك أنه لما أعرض عن الكسب الذي يحل وتناول ما لا يحل أشعر بتلهب جوفه حرصا وجشعا على الدنيا لأنه ما آثر السبب المنهي عنه إلا لحرصه وطمعه أنه ينال منه ضعف ما يناله من المكسب المأمور به المأذون فيه ولا شك أن من عامل بالربا ونحوه ما هو إلا لطمعه في المال وحرصه عليه. (طب) (١) عن واثلة) هو ابن الأسقع حيث أطلق.

٣٧٩٩ - "الحزم سوء الظن". أبو السيخ في الثواب عن علي، والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ.

(الحزم) بالزاي قال جار الله هو ضبط الدين وإتقانه والحذر من فوته، وقال الطيبي: ضبط الإنسان أمره وأخذه بالثقة. (سوء الظن) أي بالنفس فلا يحسن ظنه بها فيضيع تكميلها، وبالناس فلا يثق بكل أحد فإن الثقة بكل أحد عجز وهذا في معاملته إياهم ومتاخمته لهم يكون محترسا عنهم وغير واقع في سرهم مع عدم سوء الاعتقاد فيهم وحاصله أن الحزم فيما يرجع إلى نفسه منهم ولا يعتقد القبيح بهم وقد أكثر الناس القول في هذا ما هو معروف من نظم ونثر. (أبو الشيخ في الثواب (٢) عن علي) كرم الله وجهه ورواه عنه الديلمي أيضًا،


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٧٨) (١٩٣)، وأبو يعلى (٧٤٩٢)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٧٧٨).
(٢) أخرجه القضاعي في الشهاب (٢٤)، والديلمي في الفردوس (٢٧٩٧)، وابن أبي حاتم في المراسيل (١/ ١٢٤)، عن عبد الرحمن بن عائذ، وانظر الميزان (٧/ ١٣٨)، وضعفه الألباني في=

<<  <  ج: ص:  >  >>