للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله) في الإنفاق والتصدق وغيرها من أنواع البر. (تمنى) أي كل واحد من الرجلين. (أن يكون مثله) أي مثل الآخر فيتمنى الأول الذي قام بكتاب الله أن يكون له ما للآخر من المال وحسن الإنفاق منه وتمنى الآخر أن يجمع له القرآن والقيام به، فكل واحد من الرجلين يتمنى أن يجتمع له الأمران وقد شرح هذا حديث أبي كبشه عند أحمد والترمذي: "إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالًا وعلما فهو يتقي فيه ربه عَزَّ وَجَلَّ ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، ورجل رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان" (١) الحديث مضى في ثلاث، وفيه أنه يؤجر من يتمنى ذلك إذا كان صادق النية، ويحتمل أن ضمير يتمنى عائد إلى الآخر فقط وهو ذو المال إلا أنه لا يناسب صدر الحديث، ويحتمل أنه للحاسد وغيرهما الدال عليه لفظ الحسد أي يتمنى الحاسد لهما ما هما فيه أي يجتمع له أو يحصل له أحدهما. (ابن عساكر (٢) عن ابن عمرو) فيه روح بن صلاح ضعفه ابن عدي وقواه غيره وخرجه الجماعة كلهم بتفاوت قليل.

٣٨٠٣ - "الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل". (فر) عن معاوية بن حيدة.

(الحسد) الحقيقي. (يفسد الأعمال) الصالحة (كما يفسد الصبر) بكسر الموحدة (العسل) فيخرجه عن الانتفاع به ويبطله ويذهب صفته وحلاوته كذلك الحسد يفسد أعمال صاحبه ويخرجها عن انتفاعه بها ويذهب حلاوة ثوابها وفيه دليل أن الإحباط في الأول مراد به رد الحسنات وعدم إثباتها في


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٣١)، والترمذي (٢٣٢٥).
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٤)، وأخرجه البخاري (٤٧٣٧)، ومسلم (٨١٥)، والترمذي (١٩٣٦)، والنسائي (٥/ ٢٧)، وابن ماجه (٤٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>