للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكرم التقوى بهذه الصيغة الحصرية والكلام عليه. (وخير المركب الصبر) لأن الصبر ثبات العبد بين يدي الرب لأحكامه ما أحب منها وما كره فهو خير مركب ركب به إليه وسماه مركبا لأن التكاليف الأمرية والنهيية كالمفاوز لا يقطعها إلا من كان الصبر مركبه فإنه ينجيه ولا يخاف عطية لأنه تعالى جعل الدنيا طريقا إلى الآخرة وجعل قطع نهايتها بمطية الصبر فكان خير المراكب. (وانتظار الفرج من الله عَزَّ وَجَلَّ عبادة) العبد في دار الدنيا في السجن حقيقة فهو منتظر للفرج من مولاه فهو في سجن الشهوات وسجن الهموم والغموم وسجن الأحزان والكروب وسجن التكاليف الشرعية والبدنية فلا يزال منتظر للفرج من ربه فهو عبادة لأنه انقطاع عن الخلق إلى الحق. (الحكيم (١) عن جابر).

٣٨٥٣ - "الحياء من الإيمان، وأحيى أمتي عثمان". ابن عساكر عن أبي هريرة.

(الحياء من الإيمان) قال ابن القيم (٢): إن الحياء مشتق من الحياء والغيث يسمى حياءً بالقصر لأن به حياة الأرض والنبات والحيوان ولهذه الحياة حياة الدنيا والآخرة فمن لا حياء له سيء الحال في الدنيا شقي في الآخرة. (وأحيى أمتي عثمان) أي أشدهم حياء وهذه الصفة على اللغة المكثورة تقدم نظيرها مرارا، وكان عثمان شديد الحياء كما ذكر في صفته في تراجمه. (ابن عساكر (٣) عن أبي هريرة) أخرجه في تاريخه في ترجمة عثمان.

٣٨٥٤ - "الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال". (فر) عن ابن عمر.

(الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال) لا شك أن الله بقدرته


(١) أخرجه الحكيم في نوادره (٢/ ٢٢٠)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٨٠٥).
(٢) الجواب الكافي (١/ ٤٦).
(٣) انظر فيض القدير (٣/ ٤٢٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>