عبادة فدل على ما أولناه به أنه أراد ما أخرج عنه في ذلك المعنى، كذا قاله الشارح وتقدم قريبا أنه لم يرو البخاري لعبادة شيئاً.
٣٨٨٩ - "خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها، فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". (ت) عن ابن عمرو. (صح)
(خرج رجل ممن كان قبلكم) قيل إنه قارون وقال السهيلي في الأعلام عند قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا}[الصافات: ٩٧] قائل هذه المقالة فيما ذكره الطبري اسمه الهيزم رجل من أعراب فارس وهم الترك وهو الذي جاء في الحديث: "بينا رجل يمشي في حلة له يتبختر فيها فخسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". (في حلة يختال فيها) أي يتبختر ويتكبر. (فأمر الله الأرض فأخذته) أي ابتلعته. (فهو يتجلجل) بالجيمين. (فيها) أي في الأرض أي يغوص ويضطرب ويتحرك في نزوله فيها. (إلى يوم القيامة) وهو تحذير من الكبر وترهيب من الخيلاء. (ت)(١) عن ابن عمرو) وصححه المصنف بالرمز عليه.
٣٨٩٠ - "خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون الله تعالى فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة". (ك) عن أبي هريرة.
(خرج نبي من الأنبياء) في رواية أحمد أنه سليمان - عليه السلام -. (يستسقون الله تعالى) أي يطلبون السقي. (فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة) زاد ابن ماجه في روايته: "ولولا الدواب لم تمطروا" واستدل به على ندب إخراج الدواب في الاستسقاء، قلت: وعلى ندب
(١) أخرجه الترمذي (٢٤٩١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٢٢٢).