للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي هي فيها وأقول هي ليلة كذا جزمًا. (فتلاحى) بالحاء المهملة أي تنازع وتخاصم وتشاتم. (رجلان) هما كعب بن مالك وابن أبي حدرد كان له دين على كعب فطلبه فتنازعا ورفعا أصواتهما بالمسجد. (فاختلجت مني) بضم الهمزة للمجهول بعدها خاء معجمة فمثناة فوقية فلام فجيم أي انتزعت عن حفظي ونسيتها قال عياض (١): فيه ذم المخاصمة وأنها سبب للعقوبة لكن ليست المخاصمة على طلب الحق مذمومة مطلقا بل لوقوعها في المسجد وهو محل الذكر لا للغو انتهى، وفيه أنه قد تشدد على الأمة وتعسر نيل بعض البركات عليها بسبب فعل البعض منها لما لا يرضاه الله. (فاطلبوها) أي الليلة. (في العشر الأواخر) أي من رمضان وفيه أنه بقي حفظ جملة زمانها. (في سابعة تبقى) أي ليلة تبقى بعدها سبع ليال وهي ليلة ثالث وعشرين. (أو تاسعة تبقى) أي ليلة تبقى بعدها تسع وهي ليلة أحد وعشرين. (أو خامسة تبقى) وهي ليلة خمس وعشرين، قال الطيبي: قوله في تاسعه إلى آخره يدل من قوله العشر الأواخر وتبقى صفة لما قبله من العدد كذا رواه الشارح.

قلت: ولو قيل المراد بتاسعة تبقى ليلة تاسعة من العشر باقية منها وهي ليلة تاسع وعشرين ومثله سابعة إلى ليلة سبع وعشرين كما أنه المراد في خامسة يبقى لما كان بعيدا غايته يقول كون ليلة واحد وعشرين غير مذكورة هنا ولا ضير فيه فإن ليلة تاسع وعشرين قد فاتت على تقرير الشارح الأول وهي من لياليها وفي قول الطيبي أن تبقى صفة لما قبلها من العدد احتمال للأمرين أي تبقى هي في نفسها أو تبقى بعدها والأول وصف لها بحال نفسها وتبقى بمعنى تصير باقية. (الطيالسي (٢) عن عبادة بن الصامت) وهو في البخاري بنحو هذا اللفظ عن


(١) شرح النووي على مسلم (٨/ ٦٣).
(٢) أخرجه البخاري طرفاه في (٢٠٢٣ - ٦٠٤٩) (٤٩، ١٩١٩، ٥٧٠٢)، والطيالسي (٥٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>