للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بعث، وفيها أموال من النذور ولم يتعرض لها، وأراد عمر إخراجها والانتفاع بها في الجهاد، فشاور الصحابة في ذلك فأشار عليه علي عليه السلام بتركه، ويحتمل: أنه أراد به الحجر الأسود فسماه كنزًا تشبيها واستعارة بجامعها لنفاسته (إلا ذو السويقتين من الحبشة) في النهاية (١): أنه تصغير الساق وظهرت التا لأنها مؤنثة وإنما صغّرها لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة انتهي. وذكر الحليمي (٢) وغيره عن كعب: أن ظهور ذو السويقتين في زمن عيسي عليه السلام وذلك بعد هلاك يأجوج ومأجوج، ويبعث إليه عيسى عليه السلام طليعة ما بين السبعمائة والثمانمائة, فبينا هم يسيرون إذ بعث الله ريحًا يقبض فيها روح كل مؤمن انتهى. وأخرج أحمد والبخاري: "كأني أنظر إليه أسود أفحج ينقضها حجرًا حجرًا" (٣) يعني الكعبة، فيحتمل أن يراد بالكنز الكعبة نفسها، وباستخراجها هدمها، وإذا كان تعالى قدر خروج الحبشة آخر الزمان كما قال كعب فالأمر بتركهم يشعر أنهم إذا حركوا قبل ذلك كان سببًا لظهورهم قبل ذلك.

(د ك عن ابن عمر) (٤) وصححه الحاكم ولكن أعله عبد الحق بأن فيه زهير بن محمَّد شيخ أبي داود سيء الحفظ لا يحتج به.


(١) النهاية: (٢/ ٤٢٣).
(٢) قول الحليمي أورده صاحب عون المعبود (١١/ ٢٥٨)، وعزاه إلى السيوطي وقال: قلت: لابد لهذا من سند صحيح وإلا فالله تعالى أعلم بوقت خروجه.
(٣) أخرجه البخاري (١٥١٨)، وأحمد في المسند (١/ ٢٢٨)، وابن حيان (٦٧٥٢).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٣٠٩)، والحاكم (٤/ ٤٥٣)، والبيهقي (٩/ ١٧٦) وكذلك البزار (٢٣٥٥) والخطيب (١٢/ ٤٠٣) وقال المناوي (١/ ١١٨): أعله عبد الحق بأن زهير بن محمد شيخ أبي داود كان سيئ الحفظ لا يحتج بحديثه انظر: التقريب (٢٠٤٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٩٠) وفي السلسلة الصحيحة (٧٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>