للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١٢ - " اتركوا الدنيا لأهلها؛ فإنه من أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر (فر) عن أنس" (ض).

(اتركوا الدنيا لأهلها) الذين رضوا بها واطمأنوا إليها، فحقهم أن ينسبوا إليها ويكونوا أهلها وأن تضاف إليهم (فإنه) أي الشأن (من أخذ منها فوق ما يكفيه) فإنه قد اقبح منها الكفاية [ص:٥٦] وخلقت الأرض وما فيها لذلك، فمن جاوز الكفاية في أخذه منها (أخذ من حتفه) ضبط بالحاء المهملة بعدها مثناة فوقية من هلاكه فإنها تهلكه في أخراه، بل ربما هلك بها في دنياه، وبالجيم فمثناة تحتية أي هي كالجيفة في الآخرة، لتضرر صاحبها بها أو في الدنيا يتكالب الناس عليها تكالب الكلاب على الجيف، كما قال الشافعي (١) رحمه الله: وما هي إلا جيفة مستحيلة، عليها كلاب همهن اجتذابها، فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها، وإن تجتذبها نازعتك كلابها، وقوله (وهو لا يشعر) لجهله بعاقبتها (فر (٢) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وذلك لأن في سنده من لا يعرف، إلا أن له شواهد تصيره حسنًا، كذا قاله الشارح.

١١٣ - " اتق الله فيما تعلم (تخ ت) عن زيد بن سلمة الجعفي".

(اتق الله فيما تعلم) في القاموس (٣): اتقيت الشيء وتقيته اتقاء وتقية وتقاء، ككساء: حَذِرته، والاسم: التقوى، انتهى. والحديث في الترمذي عن يزيد بن سلمة بلفظ: قلت: يا رسول الله! سمعت حديثًا كبيرًا أخاف أن يُنْسِينى آخره أوله، فحدثني بكلمة تكون جماعًا، قال: "اتق الله فيما تعلم وادرز واعمل به"


(١) ابن العماد في شذرات الذهب (٢/ ١٠)، والعجلوني في كشف الخفاء (٤/ ٤٠) وعزاه للشافعي رضى الله عنه.
(٢) أخرجه الديلمي في الفردوس (٣٦٣)، وقال المناوي (١/ ١١٩): فيه من لا يعرف لكن فيه شواهد تصيره حسناً لغيره. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٠٦)، والسلسلة الضعيفة (١٦٩١).
(٣) القاموس (ص ١٧٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>