الأرضين. (وخلق فيها) أي في التربة. (الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه) أي كل ما يكره من دواب السموم والشرور وغيرها. (يوم الثلاثاء، وخلق النور) بالراء وفي رواية: "الحوت" بالتاء ولا ينافيه لأنه خلقهما فيه معًا والنور لعله يشمل الشمس والقمر والنجوم. (يوم الأربعاء) وقيل: المراد بالنور الخير فيشمل الأنهار والماء (وبث فيها الدواب) أي فرّق فيها أحادًا متكثرة في جهات مختلفة والدواب جمع الدابة من الدبيب الحركة بالنفس. (يوم الخميس، وخلق الله آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق) قد وقع هذا الترتيب على وفق الحكمة الإلهية فإنه قدم أصل المنزل ثم أرساه بالأوتاد ثم أخصبه بالأشجار ثم خلق ما لا بد منه من الشرور في هذه الدار ثم خلق ما يدفعه من الخير والأنوار، وفي تقديم خلق المكروه إشارة إلى أن هذه الدار دار الشرور وإنه الأصل فيها ثم بث ما لا يتم نفع الحيوان الإنساني إلا به من الدواب ثم بعد تأهيب المسكن وما فيه خلق الساكن:(في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل) وفي هذا الترتيب إرشاد للعباد إلى الأناة في الأفعال والتؤدة وإلا فإنه قادر على إيجاد الكل في أقل من لحظة، والحديث دل على أنها خلقت الأرض بما فيها في أسبوع وخلق آدم في آخره إلا أنه قد ثبت أنها قد سكنت الأرض من قبل آدم الجن كما سرده أئمة التفسير في تفسير:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}[البقرة: ٣٠] وثبت أن آدم جمع من تربة الأرض وبقي ملقى أربعين سنة، ولعله يقال إن الأرض مخلوقة قبل ذلك على غير هذه الهيئة التي خلقت عليها ووصفها في الحديث. (حم م)(١) عن أبي هريرة) قال الزركشي: أخرجه مسلم وهو من غرائبه وقد تكلم فيه ابن المديني
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٧)، ومسلم (٢٧٨٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (١٣١٧).