الأجسام وهم الكفار فإنهم لما استعملوا أبدانهم في غير ما خلقت له من عبادة الله تعالى كانت كأجسام البهائم حقيقة ولذا قال في الصنف الثاني:(وصنف أجسادهم أجساد بني آدم) فهم يستعملونها في الطاعة ظاهراً. (وأرواحهم أرواح الشياطين) خبثًا وشرية وهؤلاء هم أشرار العصاة ويحتمل أنهم المنافقون فقط. (وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) وهؤلاء هم خلص المؤمنين وهو الدليل على أنه أريد بالأوسط أشرار العصاة، قال الغزالي قال وهب: بلغنا أن إبليس تمثل ليحيى بن زكريا - عليهما السلام - فقال: أخبرني عن بني آدم؟ قال: هم عندنا ثلاثة أصناف: أما صنف منهم فأشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نفتنه ونتمكن منه ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركناه منه فلا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن في عناء منه والصنف الآخر في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلعب بهم كيف شئنا، والصنف الثالث مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء انتهى. (الحكيم (١) وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي الدرداء) فيه يزيد بن سنان الرهاوي قال في الميزان: ضعفه ابن معين وغيره وتركه النسائي وساق له مناكير هذا منها.
٣٩١٦ - "خلق الله آدم فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن، ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي". ابن عساكر عن أبي الدرداء.
(١) أخرجه الحكيم في نوادره (١/ ٥٠)، وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (٨٦)، وأبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٦٣٩)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ١٠٧)، وانظر الميزان (٧/ ٢٤٨)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٢٨٣٩).