وذلك لأنهم أهل النجاة فقد أخرجهم بيض الألوان لأنهم في (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) بيض الوجوه ولأنهم يلبسون نور الإيمان في دار الدنيا ويعطون نورهم يوم القيامة وأخرجهم من اليمنى لأنهم أصحاب اليمين. (ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم) بضم الحاء المهملة جمع حممة الفحمة وذلك لأنهم من المسودة وجوههم في الآخرة ولأنهم يتصفون بظلمة الكفر وفي قوله في الأول فأخرج بنسبة الإخراج إلى ذاته تشريفا لتلك الذرية وفي قوله في الآخر فخرج وصفا لها وإعلاما بعدم العناية بها. (قال: هؤلاء في الجنة) أي الذرية البيضاء. (ولا أبالي) أي لا أكترث بإدخالهم دار كرامتي مع أنهم لا يأتون من الأعمال ما يوجبها فإنه لا يدخل أحد بعمله الجنة ويحتمل أنه ذكر مشاكلة لما بعده. (وهؤلاء) الذرية السوداء. (في النار) أي مصيرهم ومآلهم. (ولا أبالي) بإدخالهم إياها وتعذيبهم لأنهم يستحقون ذلك فلا يستحقون مبالاة لعذابهم، والمراد أنه تعالى قد علم ما يأتيه كل من الفريقين باختياره فاختاره بأنهم من أهل الجنة ومن أهل النار إعلام بما يختاره كل فريق من غير جبر ولا قسر. (ابن عساكر (١) عن أبي الدرداء) وأخرجه أحمد والطبراني والبزار قال الهيثمي: ورجاله ثقات انتهى.
٣٩١٧ - "خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن أمه كافراً ". (عد طب) عن ابن مسعود.
(خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً) أي محكوماً عليه بالإيمان
(١) أخرجه أحمد (٦/ ٤٤١)، والديلمي في الفردوس (٥٢٩٠)، والحكيم في نوادره (٤/ ٢٠١)، وعبد الله بن أحمد في السنة (١٠٥٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢٣١٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٣٩٧ و ٥٢/ ٣٦٦)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٧/ ١٨٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٢٣٤).