للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الله، قال: والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين (طب عن عبادة) (١) بضم العين المهملة بعدها موحدة حقيقة آخره دال مهملة فتاء تأنيث هو أبو الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي صحابي جليل شهد العقبتين (٢) (بن الصامت) رمز المصنف لحسنه.

١١٨ - " اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب (حم ت هب) عن أبي هريرة" ض).

(اتق المحارم) أول الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يأخذ مني هذه الكلمات فيعمل بهن، أو يعلّم من يعمل بهن"، قال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيده فعد خمسًا، والمحارم ما حرّمه الله، كما في القاموس (٣) (تكن أعبد الناس) اسم تفضيل من العبادة، وهي غاية الخضوع والتذلل، والمراد إذا ترك المحارم وأتى بالواجبات، تكن أعبد الناس، لا أنه بتركه المحارم فقط يكون كذلك، أو يراد يكون من أعبدهم بالنسبة إلى تركه المحارم [ص:٥٨] لا أعبدهم مطلقًا. إن قلت: أي ذلة في ترك المحارم حين سمي عبادة؟ قلت: تركك ما تهواه النفس وتحبه امتثالاً للنهي وزيادة للنفس عنه نهاية الإذلال لها.

(وارض بما قسم الله) من الأرزاق (تكن أغنى الناس) الغنى: ضد الفقر، ومن


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (٣/ ٨٦) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وكذلك الحميدي في مسنده (٨٩٥)، والبيهقي في السنن (٤/ ١٥٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ١٩٢). وصححه الألباني في صحيح الجامع (٩٩) والسلسلة الصحيحة (٨٥٧).
(٢) انظر: الإصابة (٣/ ٦٢٤) والطبقات الكبرى (٣/ ٥٤٦).
(٣) القاموس المحيط (٩/ ١٤١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>