كتاب التنوير شرح الجامع الصغير

حرف الألف - حرف الهمزة - ج: 1 - ص: 325

وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين يوم القيامة"، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ع ك عن أنس) (١) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وردَّه الذهبي بأن فيه عباد بن الحبطي ضعيف وشيخه سعيد بن أنس لا يعرف.

١٢٤ - " اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم (خد) عن علي (صح) ".

(اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) قيل: المراد التوصية بالأرقاء والمماليك من الدواب وغيرها، وقيل: الزكاة، ولا يبعد أن يراد الجميع، ويأتي بيان حقوق المماليك (خد عن (٢) علي) رمز المصنف لصحته وهذا الحديث من آخر ما تكلم به - صلى الله عليه وسلم - قال علي - عليه السلام - كان آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة، الصلاة، اتقوا الله ... " الحديث.

١٢٥ - " اتقوا الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم (خط) عن أم سلمة" (ض) ".

(اتقوا الله في الصلاة) أي في أمرها وشأنها، والمراد احذروا عقابه بسبب تركها، أو عدم الإتيان بها على وجهها الكامل فإنها أعظم أركان الإِسلام، ولأنها تكرر كل يوم خمس مرات فكانت مظنة التساهل والإخلال بها (وما ملكت أيمانكم) سلف فيه الاحتمالان، وإرادة الزكاة أظهر لأنها قرينة الصلاة في القرآن،

---

(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٥٧٦)، وقال: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في التلخيص، والبيهقي في الشعب (١١٠٨٤)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن (١١٨). والخرائطي في مكارم الأخلاق، وذكره في ضعيف الترغيب والترهيب (١٤٦٩) وقال: ضعيف جدًّا. وعزاه الحافظ في المطالب العالية (١٨/ ٦٢٢) (٤٥٩٠) وإتحاف الخيرة (١٠/ ٤١٤) رقم (١٠٢٣٨) وقال البوصيري في إتحاف الخيرة: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعيد بن أنس وعباد بن شيبة. وقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (٢/ ٧٤): عباد بن شيبة الحبطي، قال ابن لبان: يروي عن سعيد بن أنس لا يجوز الاحتجاج بأفراده. انظر: المجروحين (٢/ ١٧١)، وانظر كذلك لسان الميزان (٣/ ٢٣٠). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٢٠).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٥٨) وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٠٦) والإرواء (٢١٧٨).